مشكلة التهاون في الصلاة أسبابها وعلاجها
– العواقب التي تصيب من يتهاون في الصلاة:
الذين يتهاونون بصلاتهم ولا يبالون بها ليست العقوبة عليهم وحدهم بل ربما تعم العقوبة جميع الناس واسمعوا الله تعالى وهو يقول : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )
إن الإنسان إذا أخر الصلاة عن وقتها حتى خرج بدون عذر له فإنه لو صلاها ألف مرة لم يقبلها الله منه فهؤلاء الذين يبقون على فرشهم حتى تطلع الشمس وهم يستطيعون أن يقوموا ويصلوا مع الناس هؤلاء إذا قاموا بعد الشمس ثم صلوا الفجر فإنها لا تقبل منهم ولا تنفعهم ولا تقربهم إلى الله ولا تبرأ بها ذمتهم لأنه لا عذر لهم فاتقوا الله عباد الله وأدوا الصلاة في وقتها
– من أسباب التهاون في الصلاة:
إن مما يتهاون به بعض المصلين الخشوع في الصلاة وهو حضور القلب وسكون الأعضاء فأما حضور القلب
فإن كثيراً من المصلين إذا دخل في صلاته بدأ قلبه يتجول يميناً وشمالاً في التفكير والهواجيس ومن العجب أنه لا يفكر في هذه الأمور قبل أن يدخل في صلاته وأعجب من ذلك أن هذه الأمور التي يشغل بها قلبه أمور لا فائدة منها غالباً فهي لا تهمه في شؤون دينه ولا دنياه ولكن الشيطان يجلبها إليه ليفسد عليه صلاته ولهذا تجد المصلي من هؤلاء يخرج من صلاته وما استنار بها قلبه ولا غرت بها عينه ولا أنشرح بها صدره ولا قوي بها إيمانه لأنها صارت عبادة لكنها حركات كحركات الآلة الأوتوماتيكية وإن هذا الداء أعني الهواجيس في الصلاة لداء مستفحل ومرض منتشر ليس بين عامة الناس فحسب ولكن بين عامة الناس وخواصهم حتى ذوي العلم والعبادة إلا من شاء الله
– علاج التهاون في الصلاة:
لكل داء دواء ولله الحمد فإذا أحسست وأنت تصلي بالهواجيس فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم واستحضر أنك بين يدي الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وتدبر ما تقول في صلاتك وما تفعل فيها فلعل الله أن يذهب عنك ما تجد .
* من التهاون في الصلاة عدم سكون الجوارح:
وأما سكون الجوارح فإن كثيراً من المصلين لا تسكن جوارحه تجده وهو يصلي يعبث بيديه أو رجليه أو عينيه أو رأسه يحرك يده ينظر إلى ساعته يعبث في لحيته يقدم رجله ويردها يرفع بصره إلى السماء يلتفت يميناً وشمالاً وكل هذه من المنقصات التي تنقص الصلاة وربما تبطلها إذا كثرت وتوالت بغير ضرورة واعلموا أيها الإخوة إن رفع البصر إلى السماء في الصلاة ينافي الأدب مع الله عز وجل ولهذا كان حراماً على المصلي أن يرفع بصره إلى السماء وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه تحذيراً بالغاً وقولاً شديدا
فقال صلى الله عليه وسلم: ( ما بال أقوام يرفعون ابصارهم إلى السماء في صلاتهم )
فاشتد قوله في ذلك حتى قال ( لينتهن ّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم )
وكثيراً من المصلين إذا رفع رأسه من الركوع رفع رأسه إلى السماء وهذا حرام عليه وقد قال بعض أهل العلم إن الإنسان إذا رفع بصره إلى السماء وهو يصلي بطلت صلاته ووجب عليه إعادتها فاتقوا الله عباد الله واحذروا من هذا الأمر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم قولاً شديداً واحذروا من هذا الأمر الذي حذركم منه نبيكم صلى الله عليه وسلم فقال: (لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهن )
أما الحركة التي لمصلحة الصلاة فهذه لا بأس بها بل هي مطلوبة فإذا كان فإذا كنت في الصف وبعد الناس عنك وقربت منهم فلا حرج عليك في ذلك وكذلك إذا انفتح الصف أمامك فتقدمت إليه وأنت تصلي فإنه لا حرج عليك في ذلك بل هو مطلوب منك ولهذا تحرك النبي صلى الله عليه وسلم حينما أخر ابن عباس رضي الله عنهما وقد صلى إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عن يساره فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأسه من ورائه فجعله عن يمينه وعلى هذا فكل حركة يقصد بها تكميل الصلاة فإنها جائزة بل مطلوبة فاتق الله أيها المسلم في صلاتك اتخذ الصلاة عبادة لا عادة أخشع فيها لربك أحضر قلبك وأسكن جوارحك فإن الله يقول:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)
اللهم وفقنا جميعاً للقيام بعبادتك والإخلاص لك والمتابعة لرسولك اللهم قنا من الزيغ والفتن والضلال والمحن أنك جواد كريم.
بعض الحلول للاستيقاظ لصلاة الفجر
كثير من الناس يعاني من الاستيقاظ على صلاة الفجر والحقيقة الكلام يطول للتحدث عنها وعن كيفية علاج هذه المشكلة ولكن هناك بعض الحلول لهذه المشكلة لعل الله ينفع بها جميع المسلمين :
– المعاصي هي سبب الكسل ولذلك الإنسان العاصي دائم الكسل وليس في الجنة نوم لأنه لا يوجد معاصي في الجنة وكثرة المعاصي تكثر الكسل وقلتها تقلل الكسل فالمعاصي تجعل الإنسان لا يجاهد نفسه ضد القيام بالطاعات ومنها صلاة الفجر فحاول الابتعاد عن المعاصي واستعن بالله أولا .
– صلاة الفجر يجب للقيام عليها وجود المؤذن صاحب الصوت الجميل والعالي
فعدم الأذان في المسجد هو أحد الأسباب التي تقلل عدد المصلين في المسجد .
– حاول النوم مبكرا وكحد أقصى الساعة 11 مساء واعتذر عن جميع المواعيد التي تكون بعد الساعة 11 مساء .
– حاول أن تضع منبه ليوقظك وإذا لم تنفع هذه فضع أكثر من منبه والفترة بين كل منبه والآخر خمس دقائق بحيث يدق الأول وبعد خمس دقائق يدق الثاني ثم الثالث وهكذا وإذا كنت تشكو من أنك تقوم وتطفئ المنبه ثم تعود وتنام فحاول وضع المنبه أو المنبهات في مكان بعيد عنك بحيث عندما تستيقظ لتقوم بإيقاف المنبه تكون قد نشط قليلا .
– حاول إبلاغ أحد أصدقائك بأن يتصل عليك ليوقظك أو قم بوصية أحد من أفراد أسرتك ليوقظك .
– عند النوم حاول النوم على وضوء مع ذكر أذكار النوم والاستعانة بالله على الاستيقاظ للصلاة.
– حاول النوم على الجانب الأيمن لأنها أفضل طريقة لراحة الجسم .
– حافظ على أذكار الصباح والمساء .
– حافظ على قيام الليل وخاصة في الثلث الأخير من الليل .
– حافظ على صلاة سنة الفجر وهي ركعتين قبل الصلاة فهي خير من الدنيا وما فيها .
– عند الاستيقاظ أستعذ بالله من الشيطان الرجيم وقم وتوضأ لأنك إذا استعذت فكت العقدة الأولى
وإذا توضأ فكت العقدة الثانية وإذا صليت فكت الثالثة .
– إذا لم تستيقظ لمدة شهر مثلا وأنت تحاول الاستيقاظ بمحاولة جادة فعلا فلا تيأس وكرر وحاول أن تغير بعض الخطط
– فمثلا بدل أن تضع المنبه قبل إقامة الصلاة بخمس دقائق اجعل التنبيه مع الأذان أو قبل الأذان ( جرب ولا تيأس ) .
– لا تكثر العشاء بالليل ولكن خفف قدر الاستطاعة .
– لا تكثر من أكل السكريات قبل النوم لأنها تزيد من الشهوة .
– غض البصر من أقوى الأسباب لتقوية القلب وزيادة الهمة .
– تذكر فضل القيام لصلاة الفجر فمن صلى الفجر في جماعة فكأنه قام نصف الليل
وتذكر فضل صلاة الجماعة بأنها أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة .
– ادع الله بإخلاص بأن يعينك للاستيقاظ لصلاة الفجر .