ما يُشاهد في المسلسلات والأفلام والتمثيليات من تبرج النساء التبرج الفاضح ، ومن ميوعتهن ، وتكسرهن ، ورقصهن ، وغنائهن : كل ذلك من المحرمات في دين الله تعالى ، ومن أسهل الطرق لتربع الشيطان على قلب المشاهد ليسكن فيه ويفرِّخ ، ومن ثمَّ يستلم زمام القيادة ، ليوجهه وأعضاءه حيث يكون سخط الرب تعالى .
والحديث السابق في (أن زنى العين النظر ، وزنا الأذن الاستماع) ينطبق على هذه المشاهدات بلا ريب .
ولا ينبغي لأحدٍ أن يجادل في الآثار السيئة لتلك المسلسلات والأفلام على المجتمعات عموماً ، وعلى الشباب والشابات خصوصاً ، حتى إن الممثل ليفتن المرأة المتزوجة فتتعلق به ، وتهدم بيتها بيدها ، وحتى إن الشباب ليتعلقون بالممثلات الجميلات فيتركون لأجل ذلك الزواج الحلال للبحث عن المتعة الحرام ، أضف إلى ما قد يكون في تلك المعروضات من إخلال بالعقيدة الإسلامية ، وتعليم العنف ، وتسهيل الجريمة ، والجرأة على شرب الخمور ، وصحبة الأجنبيات ، وغير ذلك من الآثار السيئة .
قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء/ 36
وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ ) .
وفي رواية لمسلم : ( فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ )