لقد جعل الله الوضوء علامة الطهارة للمسلم، ولا يقرب الصلاة مسلمٌ بلا طهارة، فلا تجوز صلاة بلا وضوء فالوضوء من أساسيات ما قبل الصلاة، وكما كلّ الفرائض والأركان في الإسلام التي تحتوي على فروض وسنن، تحتوي على أمور واجبٌ عملها وأخرى مستحسنة أو سنة، وذلك من يسر الإسلام على المسلم وعدم تعسير الطاعة، فهي سهلة رغم أنّها مهمة جدًا. والوضوء يحتوي على عدة فرائض وعدة سنن سواء كانت في طريقة الغسل أو الترتيب أو غسل بعض الأعضاء أو مسحها، وفرائض الوضوء هي المتمثلة في الآية القرآنية وهي واضحة وضوح الشمس فقد قال الله سبحانه وتعالى: "يا أيّها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديَكم إلى المرافق* وامسحوا برؤسِكُم وأرجلَكم إلى الكعبين* وإن كنتم جُنُبًا فاطّهروا"، وهذه الفرائض المتفق عليها وهي: غسل الوجه. غسل اليدين إلى المرفقين. مسح الرأس. غسل الرجلين إلى الكعبين. أما الفروض المختلف فيها (السنن) عند أهل العلم: النية لقوله عليه السلام إنّما الأعمال بالنيات، ومن النية التسمية لقوله عليه السلام : "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" وهناك دليلٌ على أنّ التسمية ليست من الفرائض الأساسية لقوله عليه السلام عن الشروط الأساسية لصحة الصلاة والوضوء قوله: "لا تتم صلاة أحدكم حتّى يسبغ الوضوء كما أمره الله عزّ وجل فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين". المضمضة والاستنشاق. مسح الأذنين. تخليل الأصابع. تخليل الشعر الكثيف. دلك الأعضاء. غسل العضو ثلاث مرات. الترتيب: سواء كان هذا الترتيب يخص المضمضة والاستنشاق أو يخص باقي فرائض الوضوء، فقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ الترتيب من الفرائض الواجبة، وذهب البعض إلى أنّها ليست شرطًا؛ وذلك لأنّ الآية القرآنية عطفت أعمال الوضوء بالواو، والعطف بالواو دليل الجمع دون ترتيب، فلو كان الترتيب واجبًا لكان العطف بثُمّ أو بالفاء. الموالاة: تتابع غسل الأعضاء وعدم الفصل بينهم، أي لا يكون هناك فاصل زمني طويل للغسل بين عضو وآخر. والالتزام بالوضوء واجبه وسننه هو الأمر الأمثل، ولكن لا حرج بترك السنن منها. وقد أثبتت دراسات علمية فوائد صحية كثيرة للوضوء وبالأوقات التي يتوضأ بها الإنسان، وهي أن الإنسان في نومه وفي كل وقت ما بين الفجر والظهر يمارس العديد من الأعمال، وبين الظهر والعصر قد يتخلله نوم وأعمال أخرى، وكذلك بين العصر والمغرب والعشاء، يكون جسم الإنسان قد خزّن من الطاقة الكثير، وكثير من الطاقة السلبية التي تجمعت في جسمه ولا يتم إخراجها إلّا بغسل ودلك أطراف الجسم -أيّ اليدين والرجلين والرأس وهي الفرائض الأساسية للوضوء-، فيتمّ تفريغ هذه الطاقة السلبية خمس مرات في اليوم، لذا يشعر المسلم بالانتعاش والنشاط بعد الوضوء، بينما تارك الصلاة والوضوء يخيم عليه الكسل والخمول، فهذا من فضل الله ومن فضل العبادة على القائم بها والمداوم عليها.