قصتها من أجمل ما سمعت، ترسخ فينا الإيمان و تجعلنا نخجل من ضعف ثقتنا بالله..
هذه المرأة كان قد أنعم الله عليها و زوجها و أولادها بالإيمان، و كانت تعيش في قصر فرعون تمشط شعر بناته و تخدمهن، فلما علم بإيمان زوجها قتله، لكنها صبرت و احتسبت، و ذات مرة كانت تمشط شعر بنته فسقط المشط فقالت: بسم الله. فقالت ابنة فرعون: الله أبي! فقالت الماشطة: بل الله ربي و ربك و رب أبيك..فأخبرت الفتاة أباها الذي غضب و أمر أن يؤتى بقدر نحاسي به زيت تغلي، و أن يؤتى بالماشطة كذلك، فأمرها أن تكفر بالله على أن يرحمها فأبت، لثقتها بأن لقاء الله على الإيمان أجمل..فأحضر أبناءها الخمسة و راح يرميهم واحدا تلو الآخر في الزيت المغلية، من أكبرهم إلى أصغرهم و هو رضيع كان في صدرها، فأبت الكفر و الحزن يتأجج في نفسها و هي ترى أبناءها يساقون للقدر باكين صارخين، ثم لا تطفو إلا عظامهم بيضاء..و في الأخير بعدما يئس فرعون منها، أمر بإلقائها في الزيت، فكان مطلبها الأخير قبل ذلك أن تجمع عظامها مع عظام أبنائها و تدفن في قبر واحد..
و قد ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم وجدت آثارا من طيبها ليلة الإسراء و المعراج.. فطوبى لها!