الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً - ثم قرأ ) كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ( - وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم - قال قبيصة : هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر - فأقول كما قال العبد الصالح ) وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ( إلى قوله ) الحكيم ( " .
وعن البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس مرفوعاً : " أول من يكسى إبراهيم حلة من الجنة ويؤتى بكرسي فيطرح عن يمين العرش ويؤتى بي فأكسى حلة لا يقوم لها البشر" فإن قيل : مالحكمة في أن إبراهيم هو أول من يكسى يوم القيامة ، قال ابن حجر : ويقال أن الحكمة في خصوصية إبراهيم بذلك لكونه ألقى في النار عرياناً وقيل لأنه أول من لبس السراويل . وهل يلزم من هذه الأفضلية فضيلة إبراهيم على نبينا محمد ، قال ابن حجر : ولا يلزم من خصوصيته عليه السلام بذلك تفضيله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن المفضول قد يمتاز بشئ يخص به ولا يلزم منه الفضيلة المطلقة ، ويمكن أن يقال : لا يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على القول بأن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه .